المعلمون في مواجهة لقمة العيش: بتنا بلا كرامة
تتضاعف الأزمة المعيشية يوما بعد يوم على المعلمين في المدارس والثانويات، حتى فاقت القدرة على التحمّل، ومعها ازدادات ساعات العمل وأوقات التدريس الاستثنائي، الذي فرضته أزمة انتشار مرض ” كورونا”، الذي يتسبب يومياً بغياب أعداد كبيرة من الطلاّب والمعلمين.
يرى المدرّس أحمد صبرا ( مرجعيون) الى أن ” غياب أعداد كبيرة من الطلاّب بسبب الاصابة بمرض كورونا، يلزمنا بمتابعة أحوال المتغيبين التعليمية، فنضطرّ لاعادة تدريسهم عند عودتهم الى المدرسة، وكذلك نضطرّ لاعادة الامتحانات لهم، وتجهيز مسابقات جديدة”، لافتاً الى أن ” جميع المعلمين يعانون من هذه المشكلة، وبالتالي فانهم يضاعفون أعمالهم وجهودهم، حتى لا يحرم أي تلميذ من التعليم والمتابعة، في الوقت الذي لا نستطيع فيه تأمين قوت عيالنا”. ويبين أحد مدراء ثانويات بنت جبيل أن ” انتشار حالات كورونا بلغ حدودها القصوى، فنعاني كل يوم من غياب أكثر من 15% من الطلاّب، اضافة الى غياب عدد كبير من المعلمين، ما يستدعي تعديل البرامج يومياً ، في ظل غياب كامل لأي دور لوزارتي التربية والصحة العامة والبلديات”. من بلدة حاروف (النبطية) اضطرّت فاطمة هاشم الى “الاتصال بزميلتها لتنقلها الى مكان عملها ، بعد أن فرغت السيارة من الوقود”، وتقول “لم يعد معي المال لتعبئة سيارتي بالوقود للذهاب الى المدرسة، ولا أعلم كيف سأنتقل في الأيام القادمة، رغم أنني لا أستخدم السيارة الاّ للذهاب الى المدرسة”. أحد المدرسين في قضاء مرجعيون، اشترى دراجة نارية صغيرة، وبدأ باستخدامها للانتقال الى مدرسته، ويقول ” أحاول الوصول الى المدرسة بعد دخول الطلاب الى صفوفهم، لا أرغب في أن يشاهدونني أثناء قيادة الدراجة، خصوصاً أن عدداً من الطلاّب يقودون سيارات فخمة، وفي ذلك انتقاص من هيبة المعلّم”. يؤكد المدرّس حسن لوباني على أن “واقع الطلاّب المعيشي بات أفضل بدرجات لافتة من واقع المعلمين، عدد كبير منهم لا يجدون مشكلة في الانتقال بسيارات ذويهم الى المدرسة ومن أماكن بعيدة، كذلك يمكن لهم شراء المناقيش والعصائر أثناء الفرص داخل المدرسة، لكننا نحن المعلمون لا نستطيع ذلك، ورغم ذلك فانه لا يوجد لدينا أي وقت لأي عمل اضافي خارج المهنة، لذلك قرر عدد منا شراء الفانات لنقل الطلاب الى المدرسة، وبتنا نتنافس مع أصحاب الفانات على نقل الطلابّ، وهذا حتمنا يفقدنا الكثير من كرامتنا”.
يشكو لوباني من أعضاء روابط المعلمين الذين امتنعوا عن مواجهة السلطة “هم عمدوا الى الاضراب، كي يعاود المعلمون انتخابهم، وهذا ما حصل، ورغم ذلك امتنعوا أيضاً عن الدفاع عن حقوقنا، حتى أن نقل عدد كبير من المعلمين كيداً من أماكن تدريسهم الى أماكن بعيدة، لأسباب سياسية أو لمصالح بعض النافذين، مرّ مرور الكرام على رابطة التعليم الثانوي، حتى بتنا جميعاً نخاف حتى على ما ارتضيناه لأنفسنا من مهانة”.